القائمة الرئيسية

الصفحات

الاعجاز في خروج الماء من الحجارة

الاعجاز في قسوة الحجارة

وجه الإعجاز: 

 إن معرفة الخواص الكيميائية والمعدنية للحجارة لم يعرفها الإنسان إلا في العصر الحديث،بعد الانفتاح الكبيرفي عالم البحث والتجارب العلمية.

 هذه الخواص قد أشار إليها القرآن منذ أكثر من 1400 عام في تقسيمه للحجارة من حيث القسوة؛ حيث ذكر أن هناك أنواعًا من الحجارة يتفجر منها الأنهار، وأنواعًا أخرى تشقق فيخرج منها الماء، وأنواعًا ثالثة تهبط من خشية الله، قال الله تعالى (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)((البقرة) ، وكل هذا يشهد بعظمة القرآن وبكونه منزّلًا من عند الله سبحانه وتعالى على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم

دعوى خطأ القرآن في تقسيمه أنواع الحجارة .

مضمون الشبهة:

يدعي المغالطون أن القرآن أخطأ في تقسيمه أنواع الحجارة الواردة في قوله تعالى: ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (البقرة: 74)، ذاهبين إلى أن الآية قد قسمت الحجارة إلى ثلاثة أنواع:

1- حجارة نهرية تأتي بالأنهار.

2- حجارة آبارية تأتي بالعيون والآبار.

3- حجارة خاشعة تهوي من خشية الله. وهذا التقسيم -في زعمهم- يخالف ما توصل إليه علماء الجيولوجيا من أن أنواع الحجارة هي:

1- حجارة نارية.

2- حجارة رسوبية.

3- حجارة متحولة.

وعليه فالقرآن يناقض العلم في هذا الأمر ويخالفه.

وجه إبطال الشبهة:

إن تقسيم العلم الحديث للحجارة لا يخالف ولا يناقض بأية حال من الأحوال ما أشار إليه القرآن الكريم من تقسيمه الحجارة من حيث القسوة، بل يؤكد صحة ما جاء به القرآن، ذاك أن العلم الحديث قسم الحجارة على أساس كيفية الوجودmode of occurance ، فقسمها إلى صخور نارية، وصخور رسوبية، وصخور متحولة، أما القرآن الكريم فقد قسمها من حيث خواصها الكيميائية والمعدنية، والتي كشف عنها العلم الحديث في الآونةالأخيرة؛ لذا لا يوجد أدنى تعارض بين تقسيم القرآن الكريم للحجارة وبين تقسيم العلم الحديث لها.

·  الخصائص المائية للحجارة ودورها في تليين قسوتها‏:

وضرورى العلم ان للماء دور كبير في تليين قسوة الحجارة

ينزل على الأرض سنويا ما مجموعه 380,000‏ كم3 من ماء المطر‏,‏

 الذي يتبخر أصلًا من بحارها ومحيطاتها‏,‏ ومن المسطحات والمجاري المائية على الىابسة‏,‏ ومن الأنشطة الحياتية المختلفة كنتح النباتات، وتنفس وإخراج كل من الإنسان والحيوان‏.‏

ويتسرب جزء من ماء المطر إلى ما تحت سطح الأرض عن طريق كل من التربة‏,‏ والطبقات المسامية‏,‏ والحجارة والصخور الممزقة المنفذة للماء‏.

ويتحرك الماء المتجه إلى ما تحت سطح الأرض أولًا في الاتجاه الرأسي بفعل الجاذبية حتى يصل إلى المخزون المائي‏,‏ ثم يتبع ميل الطبقات المنفذة الحاملة للماء إذا كانت مائلة حتى يظهر الماء على سطح الأرض مرة أخرى على هيئة تدفق مائي بشكل من الأشكال التي منها العيون والينابيع‏,‏ والمجاري المائية المختلفة‏,‏ والبرك‏,‏ والبحيرات‏,‏ والرطوبة الأرضية‏.‏

ويعتمد ذلك أساسًا على معدل سقوط الأمطار‏ أو انصهار الجليد في المناطق المكسوة بالجليد‏,‏ وعلى نوعية كل من التربة والصخور السطحية‏,‏ وعلى حجم الكساء الخضري في المنطقة‏,‏ وعلى معدلات البخر‏,‏ وعلى غير ذلك من عوامل‏.‏

وذلك لأن أكثر من ثلث ماء المطر النازل على مناطق الكساء الخضري يقع على أوراق الأشجار فيتعرض للبخر قبل أن يصل إلى سطح الأرض‏,‏ ويصل نحو الربع إلى سطح الأرض ولكنه إما يتبخر‏,‏ أو يحتبس على هيئة بحيرة داخلية أو سمك من الجليد‏,‏ أو يتحرك على هيئة مجرى مائي يفيض في النهاية إلى البحار والمحيطات‏,‏ وباقي ماء المطر يتسرب إلى ما تحت سطح الأرض إذا كانت نوعية كل من التربة والحجارة المكونة لسطح الأرض تسمح بذلك‏,‏ وتلعب جذور النباتات دورًا مهمًّا في المساعدة على تشقق كل من التربة والحجارة السطحية‏,‏ وبالتالي تزيد من قدرتها على خزن الماء‏.

كذلك تلعب تضاريس سطح الأرض دورًا مهمًّا في خزن الماء تحته‏,‏ فكلما كانت التضاريس لطيفة الانحدار سمح ذلك ببقاء ماء المطر لفترة أطول فوق سطح أرض المنطقة؛ مما يساعد على تشبع كل من التربة وأحجار سطح الأرض بماء المطر‏,‏ وعلى العكس من ذلك، فإنه كلما زاد انحدار سطح الأرض قلت الفرص لتحقيق ذلك‏.

ويتحرك الماء المخزون تحت سطح الأرض بفعل الجاذبية من المناطق المرتفعة إلى المنخفضات من الأرض تمامًا كما يجري الماء في مختلف مجاريه السطحية‏,‏ إلا أن الماء المخزون تحت سطح الأرض يتأثر بفروق الضغط الداخلي عليه من وزن كم الماء الذي يعلوه‏,‏ ومن ضغوط الصخور المحيطة به‏,‏ وبزيادة تلك الضغوط قد يتحرك هذا الماء ضد الجاذبية فيفيض مكونًا عددًا من العيون، أو الينابيع، أو البحيرات في مستويات عليا من الأرض‏,‏ أو يتحرك ليغذي الأنهار‏.‏ وعلى ذلك فإن تحرك الماء تحت سطح الأرض تحكمه قوانين الجاذبية بين نقطتين مختلفتين في المنسوب‏,‏ وقوانين الأواني المستطرقة( بين نقطتين بينهما فارق كبير في الضغط‏).‏

وفي صخور متوسطة النفاذية يتحرك الماء المخزون تحت سطح الأرض ببطء شديد يتراوح بين نصف السنتيمتر والسنتيمتر ونصف في اليوم الكامل‏,‏ ويرتفع ذلك إلى مئة متر في اليوم وسط صخور عالية المسامية والنفاذية، من مثل الحصى والبازلت الممزق بالشروخ والشقوق‏,‏ وقد تتدني حركة الماء وسط الصخور المتبلورة إلى عشرات قليلة من السنتيمترات في السنة‏,‏ بينما تصل سرعة تحرك الماء الجاري على سطح الأرض إلى مترين في الثانية الواحدة‏,‏ وذلك في أبطأ المجاري المائية المعروفة‏.

التطابق بين الحقائق العلمية وبين ما جاءت به الآية الكريمة:

لقد أراد الطاعن أن ينفي الإعجاز العلمي عن قوله سبحانه وتعالى:)وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)((البقرة)، وذلك بقوله: إن القرآن الكريم خالف العلم الحديث في تقسيم الحجارة، معتمدًا على مقارنة عقدها بين تقسيم القرآن الكريم للحجارة وبين تقسيم العلم الحديث لها.

والحق أن المقارنة التي عقدها الطاعن بين التقسيمين غير مستقيمة؛ ذلك أنه من المستحيل عقلًا أن تعقد مقارنة بين شيئين لا وجه للمقارنة بينهما، نعني بذلك اختلاف زاوية النظر التي قام التقسيم على أساسها؛ فالقرآن الكريم قد اعتمد في تقسيمه للحجارة على الخواص الكيميائية والمعدنية لها، بينما العلم الحديث قد قسمها عل أساس كيفية الوجود modeofoccurnce))، إذًا فالمقارنة التي عقدها الطاعن خاطئة من أساسها.

ومع اعترافنا بعدم وجود وجه للمقارنة بين التقسيمين إلا أن ذلك لا يؤدي إلى القول بتناقضهما؛ ذلك أن كلا التقسيمين يكمل الآخر.

ومن جهة أخرى فإن تقسيم القرآن الكريم للحجارة قد أثبته العلم الحديث وبرهن عليه،للمهتمين ينظر موسوعة بيان الاسلام .قسم شبهات حول الاعجاز العلمي*دعوى خطأ القران في تقسيمه انواع الحجارة*.

👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74.

·      الدلالات اللغوية لبعض ألفاظ الآية الكريمة:

يتفجر:يقال: فجر الماء فانفجر؛ أي: بجسه فانبجس، وتفجر الماء ونحوه: انفجر، والفجرة: مكان تفجر الماء. وقال الراغب الأصفهاني: "الفجر: شق الشيء شقًّا واسعًا، ويقال: فجرته فانفجر، وفجرته فتفجر، وقيل للصبح فجر لكونه فجر الليل

يشّقّق: أصله يتشقق، أدغمت التاء في الشين، وهذه عبارة عن العيون التي لم تعظم حتى تكون أنهارًا، أو عن الحجارة التي تشقق وإن لم يجر ماء منفسح.

👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀👀

·      من أقوال المفسرين في الآية الكريمة:

. أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت في بني إسرائيل، قال ابن كثير: "يقول تعالى توبيخًا لبني إسرائيل، وتقريعًا لهم على ما شاهدوه من آيات الله تعالى، وإحيائه الموتى:)ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة((البقرة:74) التي لا تلين أبدا... فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمد قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ما شاهدوه من الآيات والمعجزات، فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة

 ✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔

وقد أورد أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط المعنى الشامل لقوله تعالى:)وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74)( (البقرة) قائلا: "والمعنى: إن من الحجارة ما فيه خروق واسعة يندفق منها الماء الكثير الغمر...)وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء( (البقرة:74)، التشقق: التصدع بطول أو بعرض، فينبع منه الماء بقلة حتى لا يكون نهرًا"

أما قوله تعالى: (وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون (74) البقرة)؛ فقد لـخص أبو حيان في البحر المحيط ما ورد فيها عن المفسرين فقال: "واختلف المفسرون في هذه الآية، فقال قوم: إن قوله : وإن من الحجارة((البقرة:74) إلى آخره، هو على سبيل المثل؛ بمعنى أنه لو كان الحجر ممن يعقل لسقط من خشية الله تعالى، وتشقق من هيبته، وأنتم قد جعل الله فيكم العقل الذي به إدراك الأمور، والنظر في عواقب الأشياء، ومع ذلك فقلوبكم أشد قسوة، وأبعد عن الخير.

وقال قوم: ليس ذلك على جهة المثل: بل أخبر عن الحجارة بعينها، وقسمها لهذه الأقسام، وتبين بهذا التقسيم كون قلوبهم أشد قسوة من الحجارة.

✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔

وقد علق الفخر الرازي في تفسيره تعليقًا علميًّا على هذه الآية من ناحية ما تضمنته من ظواهر طبيعية فقال: "قالت الحكماء: إن الأنهار إنما تتولد عن أبخرة تجتمع في باطن الأرض، فإن كان ظاهر الأرض رخوًا انشقت تلك الأبخرة وانفصلت، وإن كان ظاهر الأرض صلبًا حجريًّا اجتمعت تلك الأبخرة، ولا يزال يتصل تواليها بسوابقها حتى تكثر كثرة عظيمة فيعرض حينئذٍ من كثرتها وتواتر مدها أن تنشق الأرض وتسيل تلك المياه أودية وأنهارًا،(وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء)(البقرة:74)؛ أي: إن من الحجارة لما ينصدع فيخرج منه الماء فيكون عينًا لا نهرًا جاريًا؛ أي: من الحجارة قد تندى بالماء الكثير وبالماء القليل، وفي ذلك دليل تفاوت الرطوبة فيها، وأنها قد تكثر في حال حتى يخرج منها ما يجري منه الأنهار، وقد تقل.

ويشتمل هذا التعليق على تصنيف علمي للحجارة من حيث قسوتها مستنبطًا من هذه الآية الكريمة؛ حيث يقول عن النوع الأول: "فإن كان ظاهر الأرض رخوًا"، ويقول عن النوع الثاني من الحجارة: "وإن كان ظاهر الأرض صلبًا حجريًّا"، وقد يكون هذا التعليق من الإمام الرازي من أوائل الاستنباطات العلمية من هذه الآية.

✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔

 

هذا وقد أورد الطاهر ابن عاشور عند تفسيره لهذه الآية كلامًا علميًّا أيضًا يحسن بنا ذكره في هذا الموضع، يقول: "وقد أشارت الآية إلى أن انفجار الماء من الأرض من الصخور منحصر في هذين الحالين، وذلك هو ما تقرر في علم الجغرافيا الطبيعية أن الماء النازل على الأرض يخرق الأرض بالتدريج؛ لأن طبع الماء النزول إلى الأسفل جريًا على قاعدة الجاذبية، فإذا ضغط عليه بثقل نفسه من تكاثره أو بضاغط آخر من أهوية الأرض تطلب الخروج، حتى إذا بلغ طبقة صخرية أو صلصالية طفا هناك؛ فالحجر الرملي يشرب الماء والصخور والصلصال لا يخرقها الماء إلا إذا كانت الصخور مركبة من مواد كلسية، وكان الماء قد حمل في جريته أجزاء من معدن الحامض الفحمي، فإن له قوة على تحليل الكلس فيحدث ثقبًا في الصخور الكلسية حتى يخرقها فيخرج منها نابعًا كالعيون. وإذا اجتمعت العيون في موضع نشأت عنها الأنهار كالنيل النابع من جبال القمر.

وأما الصخور غير الكلسية فلا يفتتها الماء ولكن قد يعرض لها انشقاق بالزلازل أو بفلق الآلات فيخرج منها الماء إما إلى ظاهر الأرض كما نرى في الآبار، وقد يخرج منها الماء إلى طبقة تحتها فيختزن تحتها حتى يخرج بحالة من الأحوال السابقة. وقد يجد الماء في سيره قبل الدخول تحت الصخر أو بعده منفذًا إلى أرض ترابية فيخرج طافيًا من سطح الصخور التي جرى فوقها، وقد يجد الماء في سيره منخفضات في داخل الأرض فيستقر فيها ثم إذا انضمت إليه كميات أخرى تطلب الخروج بطريق من الطرق المتقدمة؛ ولذلك يكثر أن تنفجر الأنهار عقب الزلازل.

✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔ 

ويعلق صاحب الظلال على الآية تعليقًا فريدًا يحسن بنا ذكره، قال: "والحجارة التي يقيس قلوبهم إليها، فإذا قلوبهم منها أجدب وأقسى... هي حجارة لهم بها سابق عهد؛ فقد رأوا الحجر تتفجر منه اثنتا عشرة عينًا، ورأوا الجبل يندك حين تجلى عليه الله وخر موسى صعقا! ولكن قلوبهم لا تلين ولا تندى، ولا تنبض بخشية ولا تقوى... قلوب قاسية جاسية مجدبة كافرة

إن الله عز وجل عندما ذكر في الآية الكريمة قسوة قلوب بني إسرائيل شبهها بإحدى الأشياء المحسوسة لدى البشر وهي الحجارة، ثم في إشارة لكون قلوبهم أقسى من الحجارة ذكر أن الحجارة تتفاوت في قسوتها؛ ليعلم أن قلوبهم أقسى من أقسى الحجارة

✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔

ثم برزت بعض النواحي الإعجازية عند الحديث عن هذه الأشياء المحسوسة؛ لتكون ذات دلالة على السبق القرآني لهذه الظاهرة العلمية لمن يتفكر ويبحث فيها من المتقدمين والمتأخرين، وقد أتت هذه النواحي الإعجازية مجملة غير مفصلة لتبقي مجال التفكير مفتوحًا وفرص اكتشاف الحقيقة متساوية لجميع من أنزل إليهم هذا القرآن.

الناحية الإعجازية الأولى:👌 تتمثل في أنه عند ذكر قسوة الحجارة ذكر معها أحد الظروف التي لها تأثير كبير على التغير في هذه القسوة، وهو وجود الماء والمقدار النسبي لضغطه داخل الحجارة ونفاذية الحجر. وهذه الحقيقة التي درست وحققت في المختبرات قد أثبتها القرآن الكريم ملخصة في قوله تعالى

 (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار...) (البقرة: 74)

ففى لفظة "يتفجر" إشارة إلى أمرين: الأول هو وجود الماء تحت ضغط عالٍ داخل الحجر، والثاني هو تعرض الحجر للتكسر وليس للتشقق، وذلك بسبب هذا الضغط العالي؛ حيث إن كلمة التفجر بالنسبة للتحجر تعني التفكك القوي المفاجئ، أمـا لفظة "الأنهار" فتدل على غزارة المياه التي تخرج من هذا النوع من الحجر، ومن ثم إلى النفاذية الكبيرة لذلك الحجر.

الناحية الإعجازية الثانية:👀 وتتمثل في الوصف الدقيق للنوع الثاني من الحجارة في قوله سبحانه وتعالي

(وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ...") (البقرة:74)، هذا الوصف مبني على أن تفاوت الحجارة في قسوتها إنما هو مرتبط بعوامل أخرى غير التركيب الكيميائي للحجارة، وفي هذه الحالة هناك ربط لقسوة الحجارة بالضغط القليل للماء الموجود في المسامات بين الحبيبات المكونة للحجارة.

وهذا الوصف العلمي لقسوة الحجارة وعلاقتها بالمقادير النسبية لضغط الماء ومعدل تدفقه من الحجارة ـ قد أورده الله تعالى بشكل دقيق في بضع كلمات في قوله تعالى:( وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء.. (البقرة:74)، فيبدأ بقوله (وإن منها)؛ أي: وإن من الحجارة نوعًا آخر في قسوته غير النوع الذي ذكر في الجزء الأول من الآية، (لما يشقق)؛ أي: لما يتصدع أو يتكون فيه شقوق، وصيغة "يشقق" هنا فيها دلالة على المطاوعة؛ أي إن الحجارة شققت بسبب ضغط الماء، فتشقق استجابة لهذا الضغط، (فيخرج)؛ أي يسيل ويتدفق من غير اندفاع؛ لأن كلمة "يخرج" في هذا الجزء من الآية ذكرت في مقابلة "يتفجر" في الجزء السابق من الآية، والتي تدل على الاندفاع بقوة، ثم قوله: (الماء) للدلالة على أن الماء الذي يخرج من هذا النوع من الصخر إنما يكون بكميات قليلة، وهذا يأتي من كون كلمة "الماء" أتت في مقابلة كلمة "الأنهار" في الجزء السابق من الآية.

الناحية الإعجازية الثالثة: وهي ناحية علمية وفيها لمحة إعجازية لغوية في الوقت نفسه، وتتجلى هذه الناحية الإعجازية في قوله: (وإن من الحجارة)، وفي قوله: (وإن منها)؛ حيث يدل اللفظ في هذين المقطعين من الآية على التبعيض؛ أي إن هذين النوعين من الحجارة هما على سبيل المثال لا الحصر،ومن ذلك يمكن الاستنباط أن الحجارة قد تكون أنواعًا كثيرة من حيث قسوتها، باعتبارالظروف المختلفة التي تكون فيها الحجارة عندما تتعرض  للإجهاد.

إذًا تقسيم القرآن الكريم للحجارة لا يخالف ولا يناقض تصنيف العلم الحديث لها؛ ذلك أن الأخير اعتمد في تصنيفه للحجارة على أساس كيفية الوجود Modeofoccurrance,

؛ حيث تقسم الصخور على هذا الأساس إلى ثلاثة أنواع، هي

·  صخور نارية Igneous Rocks:

تكونت نتيجة لتبريد وتصلب المادة الصخرية المصهورة في جوف Magmaالأرض والتي يطلق عليها الصهير 

 ، ومن أشهر الصخورالنارية الجرانيت  Granite والبازلت Basalt.

 

صخور نارية

صخور نارية


توضح هذه الصورة عينة من صخور الجرانيت النارية

✔✔✔✔✔✔✔

صخور متحولةMetamorphic Rocks:

وهي صخور تكونت من صخور سابقة التكوين سواء نارية كانت أم رسوبية، وهي ناتجة من فعل تأثير الحرارة أو الضغط، أو الحرارةوالضغط معًا، ومن أشهر الصخور المتحولة Marble  الرخام

Slate والإردواز

 

صخور متحولة

شكل يوضح الصخور المتحولة

✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔✔

صخور رسوبية Sedimentary Rocks:

وهي صخور تكونت من صخور سابقة ظهرت نتيجة لعمليات طبيعية Weathering([19] شتى مثل التجوية  بنوعيها، الميكانيكية، والكيميائية، والنقل والترسيب، ومن أشهر الصخور الرسوبية: الأحجار الجيرية، والصخور الطينية، وعلى الرغم من أن هذا التقسيم هو من أكثر تقسيمات الصخور شهرة وتداولًا في مراجع علوم الجيولوجيا، إلا أنه ليس بالتقسيم الوحيد للصخور، فهنالك أكثر من تقسيم للصخور، غير أن الأساس العلمي الذي يستند إليه هذا التقسيم أو ذاك يختلف عن الآخر في وجه من الوجوه.

صخور رسوبية


شكل للصخور الرسوبية

ومن ثم فإن تقسيم العلم الحديث للحجارة لا يخالف ولا يناقض بأي حال من الأحوال ما أشار إليه القرآن الكريم من تقسيمه للحجارة من حيث القسوة؛ بل يؤكد على صحة ما جاء به، وأن هذا القرآن كلام الله عز وجل أنزله على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام.

👍👍👍👍👍👍👍👍👍

 هنا سؤال👀؟؟

 الماء الذى نراه امامنا بأم أعيينا مصدره السماء ام الارض؟؟

 

 الحقيقة التي نراها عيانا ولا ينكرها احد ان السماء ينزل منها ماء الامطار

وفي الارض ايضا مياه متمثلة في محيطات وبحار وانهار وعيون وابار

ودليل ذلك قوله تعالي(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12))يخبرنا الله في هلاك قوم نوح عليه السلام لما كذبوه انه اهلكهم بالطوفان الذى كان مصدره ماء من السماء ينزل متدفقا بكثافة مياه الانهار(بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) وتفجرت معه الارض اى تصدعت وتشققت فتفجرت منها الماء الكثيف واكيد سبب هذا التصدع ان الارض تزلزت قبل.. نسأل الله السلامة والعافية 

سبحان الله

علينا ان لا نأمن مكر الله ولا نغتر وندعي السلامة ظنا منا انه علي الطريق القويم والصراط المستقيم فقد زل ادم وهو اول نبي وخلقه الله بيده وخدعه الشيطان فنسي عهد الله ووقع في المعصية فلنلزم جميعنا هذا الدعاء.

عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمَسْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»

والحقيقة وبالتتبع لبحوث العلماء التي وضحت لنا صحة دورة المياه بالتبخر والتكثف من الارض للسماء ثم من السماء الي الارض

وهذا ما وضحه الدكتور ماهر احمد الصواف في موسوعته القيمة (الايات الكونية)

وكان ملخصه الاتي...قال:

يقول الحق جل في علاه.وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

فتصور عظمة الخالق سبحانه عندما يقول بعد ان دحى الارض ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) فحين نزل القران الكريم فلا ينقص من إعجازه يوم نزل لو كان القول ( أَخْرَجَ مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) دون ان يقول منها او لو قال (لأنزل من السماء ماءها ومرعاها)فهذه امور علمية لا تعرف البشر عن علمها شيئا وليس من احد يعرف كيف اخرج الله الماء والمرعى او انزل الماء..ولكن الله سبحانه هو الخالق قال (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) فوضعت كلمة*منها*والفرق كبير جدا لما اضيفت كلمة* منها* علي الاية الكريمة حيث ثبتت علما قائما يعمل به الي يوم القيامة.ويؤخذ به لانه من الخالق , واى دراسة للارض وبحارها وانهارها وينابيعها لابد ان تقوم علي اساس علمى ان الاصل اي اصل الماء والمرعي من الارض  ولم ينزل السماء , والله قادر علي ان ينزله من السماء ولو انزله لقال (انزل من السماء ماءها ومرعاها)ولكنه لم ينزله بل اخرجه من الارض . وطالما انه اخرجه من الارض جاءت الاية الكريمة بصورتها ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا)فالاية تشير ان الله مهد الارض بإخراج الماء والمرعى منها , وبإرساء الجبال عليها... فإخراج الماء من الارض هو تفجير العيون وتكوين الانهار والبحار والمحيطات وإخراج النبات من الارض ومعني ذلك ان الله سبحانه كون كل ماء الارض وكل مرعاها اللازميين لكن بأقدار معينة .

قال الحق.(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)

ويستكمل دكتور ماهر الصواف كلامه فيقول :وكذلك ليس معني ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا)ان الماء والمرعي كانا في باطنها مكونين تكوينا كاملا تاما ثم اخرجهما الي سطحها  وإلا قال سبحانه (اخرج ماءها ومرعاها )دون ان يقول (منها )كما ان قوله تعالى في السورة  نفسها عن الجبال (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا)

إشارة الي الجبال الاولي التى أنشأها علي الارض بعد تمام تجميد سطحها  ولا يعني ذلك جميع الجبال وإلا قال (وأرسي جبالها)فالعلم الحديث يقول :ان الارض انفصلت عن الشمس علي هيئة غاز وبفعل دوران هذ الغاز حول نفسه وبعده عن الشمس التى هي مصدر الحرارة بدأت الغازات تتبرد تدريجيا حتي كونت قشرة خارجية على سطح الارض أخذت تتجمد مع مرور ملايين السنين.

قلت: وهنا تكمن حقيقة دورة المياة من الارض الي السماء ثم عودتها الي الارض مرة اخرى.

ويستكمل الدكتور ماهر الصواف كلامه فيقول :واما الغازات والابخرة التي كانت تتصاعد من الارض فكانت تعود إلي الارض علي شكل امطار التى بها تكونت البحار والمحيطات , فكأن الارض تكونت اولا ثم تكون الماء بعد ذلك, كما أن تراكم المواد الذائبة تكون الصخور ,ومن ثم الجبال ,ولو ان الماء نزل من السماء فلا بد ان تكون السحب تشكلت قبل الماء الذى في الارض, ومن السحب امتلأت البحار والانهار والمحيطات. ...

ولكن السحب من أين وجدت؟  .....صحيح ان الله سبحانه قادر علي كل شئ ولكن الله سبحانه ما أوجد الا له سبب وقانون وعلم, فليس للعشوائية والعبث دور في الخلق وبناء السموات والارض ولكن كل شئ عند الله سبحانه بقدر.ىقول تعالي ذكره(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )

وكتاب الله تعالي تبيان لكل شئ.قال تعالي ذكره(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى...)

وقال ايضا عن كتابه الذي فيه بيان كل شئ وعلم كل شئ أنه نزل من الذي يعلم السر في السماوات والارض يقول تعالي :(قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)

اى يعلم خلق كل شئ وسر خلق كل شئ وكيف ومتي ؟ ... وكذلك فإن قوله تعالي (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا )آية علمية تتحدث عن اصل الماء الذى هو أصل كل حى ,وقد جعل الله كل حى من الماء ,نعم فقد انزل الله الحقائق بعلمه وهو الذى يعلم السر في السموات والارض, وليس من حقيقة علمية الا بعلم الله فالماء اصله من الارض, وهذا ما اكدته النظريات الجيولوجية المعاصرة , وليس من شك ألبته أن الماء اصله من الارض ولم يكن نزل من السماء , فتبارك الله أحسن الخالقين.


 

 






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات